اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

اسم الموضوع هنا

هنا يوضع وصف للموضوع لشرحه للقارئ .....

dimanche 19 janvier 2014

فيينا عاصمة الموسيقى

فيينا هي العاصمة العالمية للموسيقى، حيث يعبق هواؤها بالموسيقى! هنا عاش أشهر المؤلفين الموسيقيين أكثر مما عاش أمثالهم في أية مدينة أخرى في العالم. فييينا بلد الفالس و الاوبيريت أيضا.
Staatsoper مبنى الأوبرا الرئيسي- فيينا
Volksoper Wien الأوبرا الشعبية "الفولكس أوبرا"
Mozart-Statue نصب موتزارت التذكاري
دار الأوبرا فيينا دار الأوبر في فيينا هي واحدة من اأهم عناوين دور الأوبرا في العالم لما تقدمه من عروض في أعلى مستويات الاداء و الامكانيات الفنية – حيث تستمتع بالعروض المتنوعة المؤثرة فعلا. تتغير عروض المسرح يوميا اذ يقدم المسرح العريق حوالي 50 عرض أوبرا و20 عمل باليه على مدار 285 يوما في خلال السنة مما يضع دار اوبرا فيينا في مقدمة عروض الاوبرا العالمية .
للمزيد من المعلومات باللغة الإنكليزية
Mozart's Life
يعد اليوم موتزارت - الموسيقار العبقري من زمن الباروك وحتي الثورة-من أهم المساهمين في احداث عصرالنهضة الموسيقية الأكثر شهرةًً. أمضي موتزارت انجح سنواته واكثرها ابداعاً في فيينا.

كل العروض تجدها في موتسارت-خاص (بالإنكليزية)
الأوبرا الشعبية فيينا "Volksopera" أوبرا الشعب هي أكبر مسرح أوبرا وأوبريت واستعراض موسيقي ورقص في فيينا، حيث يقدم أكثر من 100 عرض أوبريت، بالإضافة إلى أوبرا القرون 18 و19 و20، والاستعراضات الموسيقية الكلاسيكية، ورقص الفالس، والحفلات الموسيقية.
للمزيد من المعلومات بالإنكليزية

"اسكدنيا": مبادرة لتعليم الموسيقى مجانا واكتشاف المواهب الشابة


جانب من حفل افتتاح صالون

فكرة إنشاء "صالون أسكدنيا"، تبلورت من خلال علاقة خاصة تربط ضحى عبدالخالق بالموسيقى كفن وقيمة روحانية تربط الناس بعضهم ببعض، واجتمع هذا العشق مع رغبتها بالتطوع وإحداث فرق من خلال أمر تحبه في الأردن.
تلك قواعد أولية، جعلتها تنتج مبادرة قيّمة، رأت النور من خلال قيام شركة "أسكدنيا" التي هي شريك تنفيذي مؤسس فيها، بتبني فكرة الصالون وتنفيذه بالتعاون مع مركز الحسين الثقافي التابع لأمانة عمان الكبرى.
الصالون، الذي افتتحه يوم الأربعاء الماضي أمين عمان الكبرى عقل بلتاجي نيابة عن سمو الأميرة سمية بنت الحسن، تقوم بالتدريس فيه معلمة متخصصة ومتفرغة لذلك، هي ميرنا طرزي الحاصلة على الماجستير في الموسيقى.
حفل إشهار الصالون الأنيق الذي أقيم خصيصا وحضره عدد من الشخصيات والسفراء ورواد في مجال العمل التطوعي، تضمن فقرات موسيقية وغنائية، وتم عرض فيديو يروي قصة ابتداء الصالون ومراحل تطوره، كما قدم صالون بيت الرواد وصلة من الموشحات بقيادة الفنان صخر حتّر، وغناء كل من المطربين؛ عطالله هنديلة وسلوى العاص.
أيضا تضمن الحفل فقرات لشابين متميزين بموهبتهما هما؛ المطربة الصاعدة نتالي سمعان وبلبل الكمان مؤيد موسى، بالإضافة إلى أداء راقص من مدرسة تاليدا للفنون، ومشاركة نقدية للدكتور مازن عصفور.
عبد الخالق تبين أن اختيار مركز الحسين الثقافي أتى من كونه في قلب العاصمة عمان، ويقع في منطقة جغرافية عريقة وقريبة من العديد من الأماكن التي يقطنها موهوبون قد لا يتمكنون من الإنفاق على تعلم الموسيقى.
من هنا، يأتي الصالون لخدمة هذه المناطق، خصوصا تلك التي تقع في شرق العاصمة عمان، مثل منطقة المصدار وجبل النظيف وجبل الأخضر وغيرها.
في خطته الحالية، سيوفر الصالون، الذي يفتح أبوابه للجميع، حصصا في النظريات الموسيقية، إضافة إلى تدريس متخصص لآلتي البيانو والعود.
مهمة الصالون لن تكون تعليمية فحسب، بل سيضع آليات لاكتشاف المواهب الحقيقية، واحتضان تجارب الأداء.
الصالون الذي أطلق تحت شعار "إلى مدرستي.. ولأيام مضت وستأتي أحلى وأجمل"، سيعمل على تعميم فكرة تعليم الموسيقى لخدمة الطلبة الموهوبين الأقل حظا، وسيعمل على تأهيلهم ليصبحوا موسيقيين محترفين وقادرين على التقدم لأي جامعة وأكاديمية موسيقية في المستقبل.
ومن ضمن خططه، سيقوم الصالون بتنظيم البرامج الموسيقية التي تستهدف الطلبة والجمهور بشكل عام، مثل تنظيم الأمسيات الموسيقية والمسابقات الإبداعية، وإنتاج الاسطوانات والكتب. وسيعمل بشكل تطوعي مع الطلبة وأولياء الأمور على حد سواء لضمان تطوير ثقافة موسيقية واعية في المجتمع الحديث.
ويضع الصالون، وللمرحلة الحالية، خطة آنية يسعى من خلالها إلى تخريج من 20 إلى 30 طالبا يتم انتقاؤهم بالتعاون مع مبادرة "مدرستي"، فضلا عن الطلبة غير المقتدرين الذين سيزكيهم المعهد الوطني للموسيقى لتعلم الموسيقى وفنونها في الصالون.
عبدالخالق تشير إلى أن مبادرة إنشاء الصالون تعد الأولى من نوعها في الأردن بما يخص تعاون القطاع الخاص مع مؤسسة رسمية في المجال الثقافي.
وتبين أن تفاصيل المكان تم اختيارها بدقة، بحيث يتلاقى فيها فن المعمار والجماليات الحسية والسمعية والبصرية في مكان واحد.
وهي تفسر تصميم الصالون بهذا المستوى الرفيع وبمعمارية باروكية ترتبط بقصور أوروبا وصالاتها العريقة، بإيمانها بأهمية أن يكون العطاء "بمحبة"، وهي ترى في ذلك تقديرا واحتراما للموهبة والموهوب، حيث تم الاعتناء بالتفاصيل كافة.
وتأمل عبدالخالق بأن يدخل كل طالب إلى الصالون ويشعر أنه "أمير فيه"، على حد تعبيرها.
الاستدامة فكرة أساسية في المشروع الذي رصدت له ميزانية 80 ألف دينار للعامين 2013 و2014؛ إذ تذهب عبدالخالق إلى أن شركة "أسكدنيا" ستضمن استدامة المشروع من جهة، كما أن ارتباط المشروع بمؤسسة رسمية فاعلة، هي مركز الحسين الثقافي، يعد نوعا من أنواع الاستدامة والاستناد إلى ثقل قوي.
من جهته، يقول مدير عام مركز الحسين الثقافي، عبدالهادي راجي المجالي، إن الشراكة مع أسكدنيا في هذا المشروع، جاءت من أجل "صنع الفرحة من رأس العين".
ويبين أن مركز الحسين الثقافي يستضيف الصالون الموسيقي بكل نشاطاته، وأن العاملين بالمركز قاموا بتقديم "كل ما لدينا من إمكانات لدعم المجهود، وإبرازه من مقره في مركز الحسين الثقافي قرب المسرح الرئيسي. في تعاون، هو الأوّل من نوعه بين مؤسسة ثقافية وطنية أردنية والقطاع الخاص".
عبدالخالق، الحاصلة على درجتي الماجستير في الحقوق من جامعتي لندن وستكولهوم، ترى أهمية كبرى بوجود فرقة "رواد" يافعة، على منوال فرقة "صالون بيت الرواد" التي تتبانها أمانة عمان الكبرى حاليا. وتؤكد على أهمية تنشئة هذه الفرقة على التراث الموسيقي العربي والأردني، مشيرة إلى وجوب "ربط الحاضر بالماضي لإيجاد مستقبل أفضل".
جهود وسواعد أردنية معطاءة كثيرة اجتمعت وعملت لكي يخرج هذا المكان على ما هو عليه اليوم، ووصل عدد العاملين لأكثر من ثمانين شخصا برعاية المهندس نائل صلاح والمهندس بلال الجندي، وخالد القيسي وعماد قزمار.
أيضا اجتمع العديد من الفنانين وقدموا جهودهم وأعمالهم ومنهم؛ سلام كنعان وسعيد وجواد حديدين ومحمد البنا ولوسي عبدالخالق وفريد فخر الدين وآية الفايز، بالإضافة إلى متبرعين من الشركات مثل "نور على نور" ولانا بشارات وريما التميمي وبشار كلبونة وإيهاب حداد وعامر كيالي وصدام القيسي ونزار قعوار ورامي حجاوي، ومتطوّعين مثل الإعلامية إيمان عكور والدكتور مازن عصفور وغيرهم.
عبدالخالق تؤمن بأن الإضافة النوعيّة تأتي إذا حاول كل شخص أو حتى شركة، أن يعطي بطريقته الخاصة وأن يسهم بالمواضيع التي يحبها، الأمر الذي "سيحدث فرقا حقيقيا". ومن تجربتها الشخصية، فإن الذي يعمل بشغف، سينثر حتما هذه الطاقة الإيجابية والأثر المتوالي على من حوله، وسيدخلون هم أيضا في دائرة العطاء والمساهمة.
وتقول عبدالخالق إنه يجب أن "نعيد صياغة النظرة المجتمعية للعمل التطوعي"، خصوصا تلك المتعلقة بالمؤسسات، والتي تنضوي تحت واجبها نحو مجتمعها، أو ما اصطلح على تسميتها "المسؤولية الاجتماعية"، لافتة إلى أن الواقع يؤكد أنه يمكن لكل مؤسسة تعمل تحت هذا العنوان إحداث فرق حقيقي في مجال ما.
وهي ترى أننا في مجتمعاتنا العربيّة لا يكون "عطاؤنا كما يجب"، فالمؤسسات تخشى الضرائب، ونحن "نخشى العين والحسد، لا بل نخشى حتى التعبير عن أنفسنا وعن ما نحمل من آراء ومواقف من القضايا الأساسية في مجتمعنا"؛ مثل الحريّة والموسيقى والتعبير والفن، مؤكدة أهمية أن يخرج الأفراد والشركات من هذا الأمر.
جزء من المشروع أيضا، يتضمن وجود موقع إلكتروني يحتوي على مقطوعات يقوم بتسجيلها طلبة الصالون، بحيث يتم إنشاء مكتبة إلكترونية ونشرها عبر قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة.
واحد من أحلام عبدالخالق هو أن يتم تغيير مناهج المدارس الحكومية في الأردن، لتشمل تعليم الموسيقى والفنون والأداء المسرحي للطلبة كافة. هذا الحلم يأتي من إيمانها العميق بأهمية الموسيقى وتقدير الإبداع وتنمية المواهب، التي يعد وجودها والاستثمار فيها موازيا بالأهمية لوجود الخبز اليومي، فالفن "غذاء الروح"، وفق عبدالخالق.
وتؤكد أن الصالون هو البداية، إلا أن الفكرة "حتما ستتطور وتكبر"، وسيكبر الحلم، فبالإيمان والعمل وروح الفريق والتصميم نستطيع أن نخلق أجنحتنا الخاصة لنطير بها، ولنحلق عاليا بصرف النظر عن جميع ما يحيط بنا من معوقات ومقاومات سلبية.

lundi 6 janvier 2014

تقارير: آيفون 6 سيكون بشاشتي عرض 4.7 و 5.7 بوصة





مع إقتراب إنعقاد فعاليات مؤتمر CES 2014 بلاس فيغاس الأسبوع المقبل يزداد إنتشار الأخبار المتعلقة بجديد شركات العالم الرقمي, وفي هذا الصدد تتحدث تقارير عن كون آبل تستعد لإطلاق طرازين جديدين من هاتفها الذكي آيفون على غرار آيفون 5 لكن هذه المرة الإختلاف سيكون على مستوى حجم شاشة العرض.
الخبر إنتشر على موقع مشاركة المعلومات الصيني (weibo) عن مصادر داخل شركة المناولة الخاصة بـ آبل (Foxconn) والذي يصنع هواتف آيفون بشكل خاص, المصادر أكدت بأن الهاتف الجديد من آبل iPhone 6 سيكون بطرازين الأول بـشاشة بقياس 4.7 بوصة و الثاني بشاشة بقياس 5.7 بوصة.
وكنا قد نشرنا خبر في الشهر الماضي يتحدث عن خبر نقلته نقلت مصادر صحفية يتحدث عن إعتزام آبل إطلاق هاتفها الذكي الجديد و المنتظر (iPhone 6) في شهر ماي بالإضافة إلى جهاز لوحي iPad Pro والذي سيكون إطلاقه في أكتوبر الماضي.
ويبقى من الواجب إنتظار الإعلان الرسمي من آبل من أجل التأكد من صحة هذه الأنباء.

سامسونغ تكشف عن أجهزتها اللوحية الجديدة في CES 2014





على بعد ساعات قليلة من إنطلاق فعاليات معرض (CES 2014) المقام حاليا في مدينة (لاس فيغاس) الأمريكية تستعد شركات العالم الرقمي للإعلان عن جديدها في السنة الحالية 2014 خصوصا أن المعرض يتزامن من بداية السنة, وفي هذا الصدد ورغم أن سامسونغ كانت دائما متحفظة على تقديم جديدها خلال فعاليات CES في السنوات السابقة إلا أن هذه السنة الأمر تغير.
فريق عمل الموقع الشهير و المتخصص The Verge إكتشف ليلة الأحد إلى الإثنين ملصق كبير في واجهة مركز المؤتمرات (Convention Center) أين ستعقد فعاليات الحدث السنوي (CES 2014), الملصق يظهر فيه بوضوح Galaxy Tab Pro و Galaxy Note Pro.
في نفس الصدد سربت الصفحة التقنية المشهورة evleaks في صفحتها على تويتر معلومات أخرى عن الأجهزة اللوحية الجديدة من سامسونغ وهي (Galaxy Note Pro) و (Galaxy Note Pro S Pen) بالإضافة إلى طرازين من Galaxy Tab Pro بـ 8.4 و 10.1 بوصة.

الفنون السبعة





الفنون السبعة :
الجدول العام لمنظومة الفنون الجميلة حسب تصوّر "إيتيان سوريو"
بعد ظهور العديد من تصنيفات الفنون التي وضعها الفلاسفة من أمثال "موريس نيدنونسيل / Moris Nidonsel " أو "آلان / Alin " أو "شيلينغ / Schelling " قدّم لنا "إيتيان سوريو / Etienne Souriau " رؤيته لتصنيف الفنون مقسّماً إيّاها إلى سبعة تحمل كل منها درجتن : تصويريّة/تجريديّة، والفنون السبعة بدرجتين لكلّ منها هي :
نحت/عمارة - رسم/زخرفة - تلوين تمثيلي/تلوين صرف - موسيقى تعبيريّة أو وصفيّة/موسيقى - إيماء/رقص - أدب وشعر/بيان وعروض صرف - سينما/إضاءة
ويظهر تحليل "إيتيان سوريو" لهذه الفنون السبعة وتصوّره للجدول العام لمنظومة الفنون الجميلة (الشكل المقابل) بالطريقة التالية :
<< كل خاصة حسيّة، أو بالأحرى كل مجموعة متدرّجة من الخواص الحسيّة التي يمكن استخدامها فنيّاً (الخط واللون والنتوء والإضاءة والحركة والنطق والنغمة الخالصة)، تنشئ فنين اثنين، أحدهما من الدرجة الأولى (فنون غير تصويريّة) والآخر من الدرجة الثانية (فنون تصويريّة). ويكفي أن نسجّل على محيط دائرة جميع فنون الدرجة الأولى المؤلّفة للمجموعات الحسيّة السبع وأن نسجّل على محيط دائرة خارجيّة متحدة المركز وفي نفس الحقول فنون الدرجة الثانية التي تناظرها فنحصل على جدول عام لجميع العلاقات التي تؤلّف عضويّاً منظومة الفنون الجميلة >> [1]
  ومن هذا المنطلق يمكننا التمييز بين الفنون السبعة والعديد من مظاهر تعاونها (فنون مركّبة) ولندرك العديد من الأعمال الفنيّة المركّبة كالأغنية (أدب أوشعر + موسيقى)
أو المسرح ((أدب أوشعر + تمثيل صامت/رقص + تلوين؛ في حال وجود ألوان للأزياء والديكور + نحت/عمارة؛ في حال وجود ديكور + موسيقى؛ في حال وجود موسيقى تصويريّة)). (انظر في المصادر : :زهدي - سوريو - صالومة.)

محاولات جمع الفنون

يمكن فصل تاريخ الفن إلى مرحلتين اعتماداً على اختراع السينما كحدث أضاف فناً سابعاً للفنون وحوّل مكان تعاونها وجمعها من المسرح إلى السينما. وهذا ما يؤكده د. ثروت عكاشة: [ على أن الفنون كلها تنزع إلى التوحد معاً، وكثيراً ما تتلاقى ليكمل أحدها الآخر. ومنذ العصر الإغريقي ومحاولات الفنانين لا تنقطع من أجل خلق عمل فني شامل يجمع الفنون كلها. وقد تجسد هذا العمل أولاً في الدراما الإغريقية التي جمعت بين الشعر والغناء والموسيقى والرقص الايمائي أمام خلفية من المناظر التي رسمها الفنانون التشكيليون... وقد تلاقت الفنون جميعها في كل من نموذجي الأوبرا والباليه، غير أنها لم تصل إلى مرتبة التوازن والتكامل الرائعة…… واليوم تتصدر السينما لتجمع بين الفنون جميعاً محققة العمل الفني المتسق الشامل. ولم تكن السينما في بدايتها غير فنٍ مرئي صامت يعرض صوراً متحركة لا تنبض بصوت، كأفلام "بولا نيجري" و"رودولف فالنتينو" و"تشارلي تشابلن" في أيامه الأولى. حتى إذا اكتشفت مادة "السالينيوم" التي تحيل الموجات الصوتية إلى موجات ضوئية ثم تحيل هذه إلى صوتية، بدأت السينما خطوتها الجبارة في تجميع الفنون المرئية والمسموعة، وأخذت تقدم المسرح والموسيقى والفنون التشكيليّة كلها في عمل واحد رائع التناسق، وأصبحت السينما وسيلة إلى بلوغ الكمال لجميع الفنون، كما حطمت حواجز الزمان والمكان حاملة أروع الأعمال الفنية بين ربوع العالم بما لا يستطيعه فن الباليه ولا الأوبرا ][2].

محاولات لجمع الفنون قبل ولادة الفن السابع (السينما)

لقد ظهر عبر التاريخ العديد من المحاولات لجمع عدد من الفنون في عمل فنيّ واحد - بشكل عفويّ أو مقصود - وذلك لقوّة تأثيرها مجتمعة على حواس المتلقّي الذي يتواصل مع العمل الفنيّ بمختلف حواسه. ولكن القليل من هذه المحاولات توصّلت لجمع أغلب الفنون معاً، نذكر منها :
  • الطقوس الدينيّة في معابد الحضارات القديمة: حيث أن هذه الطقوس كانت تُقام في المعبد المُزيّن برسوم وزخارف ملوّنة بالإضافة إلى أزياء المشاركين بالعرض والمزيّنة برسوم وألوان متنوّعة مع وجود بعض تماثيل الآلهة ضمن هذه الطقوس أحياناً، ويقوم المُؤدون في هذا العرض بتلاوة قصائد أو حوار مع حركات إيمائيّة معيّنة أو راقصة وقد ترافقها موسيقى أو إيقاعات الدفوف. (انظر في المصادر : باندولفي - دريوتون - ديورانت.)
  • المسرح الاغريقي: حيث يظهر النحت في عمارة المسرح والديكور كذلك في أقنعة وأزياء الممثلين، كما يظهر الرسم والتلوين في لوحات المناظر المرسومة صمن الديكور، ويظهر الشعر في الحوار والقصائد المُلقاة، وتظهر الموسيقى في ألحان الأغاني وعزف بعض الآلات ويظهر الرقص في تمثيل الممثلين (الإيماء ورقص الجوقة). (انظر في المصادر : باندولفي - ديورانت.)
  • الطقوس الكنسيّة: حيث تُقام الطقوس الكنسيّة ضمن الجو التشكيلي الموجود في الكنائس سواء البيزنطيّة (الشرقيّة) أو الغربيّة منها، ويجدر بنا ذكر أنّ هذه الطقوس قد تطوّرت إلى دراما طقسيّة ودراما نصف طقسيّة ثم إلى مدائحيّات فأوراتوريو لتصل أخيراً إلى الأوبرا. (انظر في المصادر : باندولفي - ديورانت.)
  • الأوبرا: حيث يظهر فيها تعاون الفنون جليّاً من حيث العمارة والديكور والأزياء والأقنعة والخلفيّات المرسومة والنصوص المُغنّاة بحركات إيمائيّة أو راقصة على ألحان الموسيقى. (انظر في المصادر : باندولفي - ديورانت.)
  • مجالس المولويّة في المساجد والزوايا الصوفيّة: ويظهر تعاون الفنون بالربط بين المكان والحدث حيث نجد النحت في العمارة والمقرنصات كذلك نجد الزخارف الملوّنة في المساجد والزوايا الصوفيّة حيث يقام مجلس المولويّة الذي يشتمل على الشعر والموسيقى والرقص وذلك بترابط وثيق بين الرموز والأشكال والحركات والصوت. (انظر في المصادر : البابا - البهنسي - مكداشي - النابلسي.)

محاولات لجمع الفنون السبعة بعد ولادة الفن السابع (السينما)

بعد ولادة السينما وتطوّرها لتصبح ناطقة فملوّنة تحوّلت إلى بوتقة لجمع الفنون سواء في اللأفلام التمثيليّة أو في أفلام الرسوم والدمى المتحرّكة، ولدينا منها العديد من الأمثلة حيث ظهر فيها جمع للفنون السبعة معاً نذكر منها :
  • فيلم "الحائط The Wall"، من إخراج Alan PARKER، وإنتاج شركة Metro Goldwyn Mayer، بالاشتراك مع فرقة Pink Floyd وGerald SCARF، في عام1982.
  • أفلام الرسوم المتحركة والتي تجمع تقنيّات الأبعاد الثلاثيّة والثنائيّة (2D + 3D) مثل فيلم "تيتان: آ-ي TITAN: A-E" و"حياة حشرة A Bug's Life" وسلسلة أفلام "شريك SHREK".
وقد ساهم تعاون الفنون في الأعمال السينمائيّة بتطوير الفنون التشكيليّة، ويؤكّد ذلك د.عفيف البهنسي: [ لقد قدمت الكاميرا مشاهد وصوراً ليس بالإمكان تجاهل قيمتها الإبداعية التشكيلية، ومع أن المدارس كالتكعيبية والتجريدية قد وجدت أتباعاً لها في مجال السينما، فإن السينمائيين لم يقفوا عند حدود هذه المدارس، فلقد ساعدتهم وسائلهم على تجاوز معطيات الفن الحديث، وعلى الأقل نستطيع القول، أن تضافر الفنون في العمل السينمائي قد أفسح في المجال لظهور اتجاهات سينمائية مستقلة عن الفنون التشكيليّة، بل أصبحت رائدة لهذه الاتجاهات، وهكذا أصبحنا نرى فن التصوير وفن النحت يلجآن إلى السينما تحت شعار الفن السينمائي L'art cinetique أو تحت شعار الفن البصري. (…) والمستقبل القريب قد يلغي الفروق بين السينما والفنون التشكيليّة ويجعل الفن التشكيلي من صميم السينما. كما يجعل فن السينما ضمن الفن التشكيلي الأكثر تقدماً. [3] (انظر في المصادر : دوكا - سادول - صالومة.)
لقطات من فيلم تعاون الفنون السبعة للفنان السوري عبد الله صالومة.
على صعيد آخر وبعد تطوّر تقنيات الفيديو الموازية لتقنيّات السينما ظهرت محاولات فنيّة لجمع الفنون السبعة في بعض أعمال ما يسمّى اصطلاحيّاً "فن الفيديو" في الفن المعاصر : حيث نجد رسوماً وأشكالاً منحوتة وملونة تتحرّك مع موسيقى وشعر أو حوار ضمن عمل فنّي من صنف "فن الفيديو" (انظر في المصادر : عرابي - Vidéo et après) مثل :
  • عمل الفنان الفرنسي "جان-كريستوف آفرتي / Jean-Christophe Averty " : " متزوجو برج إيفل / Les Mariés de la Tour Eiffel"، نظام PAL بالألوان مع صوت، 53 دقيقة، 1973.
  • عمل الفنانة الفرنسيّة "ايف رامبوز / Eve Ramboz " : " المتلاعب / L'Escamoteur"، نظام PAL بالألوان مع صوت، 13 دقيقة، 1990.

الدافع إلى جمع الفنون السبعة

بعد استعراض مظاهر جمع الفنون السبعة عبر أهم المراحل التاريخيّة، يبقى لدينا تساؤل حول الدافع إلى جمع الفنون، فما هو المحرّض أو الموجّه أو الدافع للفنانين وللمسيرة الفنية التي تحركهم نحو جمع الفنون ؟
ولمحاولة الإجابة على هذا التساؤل سنقدّم بعض من آراء النقاد حول هذه المسألة: فبرأي "د. أسعد عرابي" يكمن السبب في أن مصدر الفنون هو واحد، ويظهر هذا في ما كتب بعد وصفه لعدّة حالات تقابل وترابط بين مختلف الفنون، حيث تابع بعد وصفها كلامه كاتباً : [ أحببت بهذه التداعيات أن أحيل إلى نواظم الطبيعة في وحدة الفنون السمعية البصرية، فالمرجع التوحيدي هو ضوابط الكون وفيزياؤه "الشعثية" بالمعنى المعاصر، تصدر شتى أنواعها عن هذا الكل الأم، وتتناسخ بالتالي من الرحم نفسه الذي لا يفرق بين الحواس.][4]
وبرأي "د. بول رامان" فإن جمع الفنون يوّلد مشاعر خاصة، قد تكون الدافع لسعي الفنانين وراء تعاون الفنون: [ ما من قانون في علم الحياة وفي علم الوظائف يحول دون أن تتفتح في أعماق ذواتنا مشاعر متماثلة متولدة من حاستي السمع والبصر، إنها مجرّد مسألة تآلف حسّي ][5]
وأما برأي "د. عفيف البهنسي" فالدافع هو محاولة الإنسان لخلق جمال جديد يضاف إلى جمال الطبيعة المركبّ، حيث يظهر هذا في ما كتب: [ إن الوحدة بين الفنون أساسيّة، بمعنى أن الفن سواء أكان شكلياً أو صوتياً فهو يصدر عن محاولة لخلق جمال جديد يضاف إلى جمال الطبيعة ذات الجمال المركب من الشكل والحركة والصوت أيضاً. ولكن ظروف النمو والاختصاص باعدت بين عناصر هذه الوحدة مما دفع الفنانين إلى إعادة تجميع هذه العناصر في عمل فني مركب من فنون حركية وصوتية وشكلية وضوئية كالمسرح والسينما. بل أن الفنان فيها يحاول أن يقوم بوقت معاً بدور المخرج والمصور والملحن والفنان المزخرف لكي يحقق وحدة متينة في بناء عمله الفني. كذلك شأن المعمار، فلقد اتجه نحو الهيمنة الكاملة على جميع عناصر عمله، فهو الذي يقرر التصميم واللون والزخارف واللوحات والمواد المبتكرة ساعياً أيضاً نحو وحدة العمل الفني.][6].

المصادر

  • البابا، حكم، المولويّة (أطروحة لنيل درجة الإجازة في النقد والأدب المسرحي)، إشراف د. ماري الياس، المعهد العالي للفنون المسرحيّة قسم النقد والأدب المسرحي، 1989-1990.
  • باندولفي، فيتو، تاريخ المسرح، الجزء الأول والثاني، ترجمة الأب الياس زحلاوي، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1979-1981.
  • البهنسي، د.عفيف، العمارة العربيّة الجماليّة والوحدة والتنوّع، سلسلة الإبداع 5، منشورات المجلس القومي للثقافة العربيّة- الرباط- المغرب.
  • البهنسي، د.عفيف، من الحداثة إلى ما بعد الحداثة في الفن، دار الكتاب العربي، دمشق ـ القاهرة، الطبعة الأولى، 1997.
  • دريوتون، ايتين، المسرح المصري القديم، ترجمة د. ثروت عكاشة، الهيئة المصريّة العامة للكتاب، الطبعة الثانية، 1988.
  • دوكا، لو، تقنيّة السينما، ترجمة فايز كم نقش، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1972.
  • ديورانت، ول وايريل، قصة الحضارة، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود، دار الجيل للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، المنظمة العربيّة للتربية والثقافة والعلوم، تونس، 1988.
  • زهدي، د. بشير، علم الجمال والنقد (علم الفن -2-)، منشورات جامعة دمشق، الطبعة الرابعة، 1998-1999.
  • سادول، جورج، تاريخ السينما في العالم، ترجمة الدكتور إبراهيم الكيلاني وفايز كم نقش، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1968.
  • سوريو، إيتيان، تقابل الفنون، ترجمة بدر الدين القاسم، وزارة الثقافة، دمشق، 1993.
  • صالومة، عبد الله، الفنون السبعة وانعكاساتها على فنون التصوير (بحث مقدّم لنيل درجة الماجستير في التصوير)، إشراف د. نزار صابور، كليّة الفنون الجميلة قسم التصوير، جامعة دمشق، 2004.
  • عرابي، د. أسعد، مقال بعنوان "تزاوج أنواع الفنون في نزعة مابعد الحداثة"، جريدة "الفنون"، شهريّة فنيّة تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت، العدد 4، أبريل-نيسان - 2001.
  • عكاشة، د. ثروت، موسوعة تاريخ الفن، [ الفن المصري ] الجزء- 1، دار المعارف بمصر، القاهرة، 1976.
  • مكداشي، د. غازي، وحدة الفنون الإسلاميّة، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1995.
  • ميتري، جان، علم نفس وعلم جمال السينما، II. الأشكال، القسم الأوّل، ترجمة عبد الله عويشق، منشورات وزارة الثقافة- المؤسسة العامة للسينما- دمشق، 2000.
  • النابلسي، الشيخ عبد الغني، العقود اللؤلؤيّة في طريق السادة المولويّة، مطبعة الترقي بدمشق، الطبعة الثانية، 1932.
  • Vidéo et après : la collection vidéo du Musée national d’art moderne / sous la dir. de Christine Van Assche, Paris, Editions Carré / Editions du Centre Georges Pompidou, 1992.

vendredi 3 janvier 2014

"البولفار"... عودة الروح إلى موسيقى الشباب



"بوب مغريب" يشعلون منصة "الكوك" ورشيد طه وسحماوي نجما حفل الاختتام
بعد غياب سنتين، عاد مهرجان "البولفار" في نسخة جديدة احتضنها الفضاء الثقافي لمجازر الدار البيضاء (ليزاباتوار)، حيث أقيمت منافسات "الترومبلان" والعديد من الأنشطة الثقافية والرياضية، إضافة إلى ملعب "الكوك"،
 حيث أحيت العديد من المجموعات الغنائية المحلية والدولية، حفلاتها، لتعيش العاصمة الاقتصادية، ولمدة 10 أيام كاملة، (من 13 إلى 22 شتنبر الجاري)، لحظات
موسيقية قوية، كان مسك ختامها الحفل الجميل
 الذي أحياه ليلة الأحد الماضي "الروكر" الفرانكو جزائري رشيد طه، إضافة إلى عزيز سحماوي والمجموعة المغربية المتألقة "بوب مغريب".
التعزيزات الأمنية أمام مدخل ملعب "الكوك" بالدار البيضاء كانت على أشدها ليلة الأحد الماضي. المناسبة: حفل اختتام فعاليات "البولفار"، المهرجان الشبابي المثير للجدل، الذي عاد في نسخة جديدة هذه السنة، بعد غيابه حوالي سنتين بسبب تخلي المحتضنين عن دعمه، وبسبب انشغال منظميه في أنشطة "البولتيك"، المركز الموسيقي الذي أقاموه بفضل "الشيكات" الملكية، حسب ما أكد محمد مغاري، الشهير بـ"مومو" في حوار سابق مع "الصباح".

"بوب مغريب"... حين يمتزج "الريغي" مع التراث
 فضاء "الكوك" يكاد يمتلئ عن آخره بفضل جمهور "البولفار" ومريديه، وبفضل عشاق الموسيقى الشبابية الذين حجوا بكثرة من أجل حضور حفل الاختتام. البداية كانت مع مجموعة "بوب مغريب"، التي أشعلت المنصة وحركت الجمهور الذي تفاعل بقوة مع الموسيقى التي تقدمها، والتي تمزج فيها بين أغاني نجم "الريغي" الراحل بوب مارلي، وأغاني التراث المغربي، وذلك باستعمال آلات موسيقية "أوريجينال" مثل "الرباب الإلكتروني" و"لوتار الإلكتروني"...
المجموعة، التي يتكون أغلب أفرادها من موسيقيين موهوبين يشتغلون مع فرق أخرى، ("هوبا هوبا سبيريت"، باري...)، لكنهم يجتمعون في حفلات محلية أو على المستوى الدولي حين يحتاج الأمر إلى ذلك. يقول "مومو" الذي كان متفاعلا بشكل كبير مع العرض الذي قدمته الفرقة، "إنها فرقة ناجحة بكل المقاييس. وتبرهن في كل مرة على مهنيتها وموهبة موسيقييها. وهي فرقة تشكلت في البولتيك وتخرجت منه وسيكون لها شأن كبير في المستقبل".
سحماوي ورشيد طه... "نايضة"
وبصعود عزيز سحماوي، المغربي ابن مدينة البهجة، الذي وصل بموسيقى "كناوة" وبالتراث المغاربي إلى العالمية، ازداد الجمهور حماسا مع سماع نغمات "تاكناويت" الممزوجة بحرفية مع موسيقى "الجاز" و"الفوزيون"، ووصل تفاعله إلى الذروة مع الإيقاعات "الكناوية" التي يتقن العضو السابق في "الأوركسترا الوطنية لباربيس" وواحد من مؤسسيها، (يتقن) عزفها إلى جانب الموسيقيين الموهوبين الذين يكونون مجموعته الجديدة "يونيفيرسيتي أوف كناوة".
وكان مسك ختام حفل اختتام "البولفار"، هو "الروكر" الفرانكو جزائري الشهير رشيد طه، الذي أدى أمام الجمهور مجموعة من أشهر أغانيه، من بينها أغنية "يا الرايح" للمغني الجزائري الراحل دحمان الحراشي، والتي أعاد طه توزيعها وغناءها من جديد بطريقته الخاصة، فمنحها حياة جديدة.
ورغم أن ساحة "الكوك" خلت نسبيا من جمهورها، إلا أن عشاق  رشيد طه ظلوا في انتظار فقرته الغنائية التي تأخرت بحوالي ساعة إلا ربعا، قبل أن يطل عليهم ب"ستيله" المميز وطريقته المتفردة في الغناء، ليقدم وسط تفاعل جمهوره مجموعة من أغانيه التي رددها معه الجمهور عن ظهر قلب.
"الترومبلان" والمسابقات الرياضية بـ"المجازر"
وإذا كان ملعب "الكوك" احتضن مجمل حفلات "البولفار"، فإن الفضاء الثقافي لمجازر الدار البيضاء (ليزاباتوار سابقا)، عرف منافسات "الترومبلان" التي تنظم كل سنة بالتزامن مع المهرجان، وتتخرج منها فرق موسيقية تشق طريقها في عالم الموسيقى "البديلة" مثلما يفضل أن يسمي البعض موسيقى "لانوفيل سين" المغربية. وقد شاركت هذه السنة 23 مجموعة من مختلف مدن المغرب، فازت منها في فئة "الهيب هوب" مجموعة "ستون كرو" من الدار البيضاء التي حصلت على الجائزة الأولى وقدرها 10 آلاف درهم، وفرقة "سمايلي كومباني"، من الدار البيضاء أيضا، التي حصلت على الجائزة الثانية وقدرها 5000 درهم.
أما عن فئة "الروك ميتال"، ففازت بالجائزة الأولى مناصفة فرقتا "ذو بيزمنت" من الدار البيضاء و"هيلز روكرز" من الرباط.
وفي صنف "الفوزيون"، فازت مجموعة "ميد إين بلاد" (من الدار البيضاء وتيزينت) بالجائزة الأولى، في حين حصلت على الجائزة الثانية مجموعة "دارك ستريت باند" من تارودانت.
وإضافة إلى الجوائز المالية، ستحظى المجموعات الفائزة بتكوين موسيقي في مركز "البولتيك" التابع لجمعية "البولفار" إضافة إلى تسجيل أغنيتين على حساب المهرجان.
ونظمت على هامش "الترومبلان" وحفلات "البولفار"، مسابقات رياضية أيضا  إضافة إلى ورشات في "الغرافيتي" وفنون الشارع وتنظيم "السوق" الجمعوي والموسيقي.
مجموعات وشحت بوسام ملكي
استضاف "البولفار" في دورته 14، إضافة إلى رشيد طه وعزيز سحماوي، الفرقة الإنجليزية "ذو هيربالايزر" والمجموعة السويدية "دارك ترانكيليتي"...
وكان "البولفار" حظي بالتفاتة ملكية في شخص واحد من مؤسسيه محمد المغاري، المعروف في الأوساط الفنية والموسيقية بـ"مومو"، والذي تم توشيحه أخيرا بوسام ملكي.
يشار إلى أن "البولفار" واجه في بداياته العديد من العراقيل والصعوبات من طرف السلطة، وتعرض العديد من محبيه ومريديه إلى السجن بتهمة "عبادة الشيطان"، كما كان تنظيمه دائما مثار جدل، خاصة لدى الأوساط الدينية المحافظة، التي كانت تعتبره "مرتعا للرذيلة" وتنادي دائما بمقاطعته، ومن بينها حزب "العدالة والتنمية" الذي يترأس أمينه العام الحكومة الحالية، قبل أن يتمكن من فرض اسمه في الساحة الموسيقية الوطنية، بعد أن تخرج منه نجوم ما أصبح يعرف بعد ذلك بـ"الموسيقى البديلة" أو حركة "نايضة"، ومن بينهم "دون بيغ" ومجموعات "آش كاين" و"فناير" و"مازاغان" الذين توجوا بدورهم بالوسام الملكي أخيرا.

موسيقى الشباب.. ضجيجها تراث للمستقبل












موسيقى الشباب الهجينة، باتت ظاهرة لافتة في المنطقة العربية كلها، وإن وصفها البعض بالشذوذ واتهمها بالانحراف، وفي أحسن الأحوال تقليد الغرب، إلا انها باتت حقيقة يصعب تجاهلها. وما يستحق أن يؤخذ بعين الاعتبار، هو ان عشاق هذه الموسيقى يعرفون كيف يدافعون عنها، ويجيدون الترويج لها، رغم تجاهل الإعلام «الرصين» لهم لدرجة تشبه المقاطعة. موسيقى الشباب أفلتت من أيدي المحافظين، وانتشرت كالنار في الهشيم، ومع ذلك فالخطر محدق بها من كل صوب...

لن يجد المتابع صعوبة في اكتشاف الفرق الموسيقية الشابة التي بدأت تفرض نفسها بقوة على الساحة العربية في السنوات القليلة الماضية، بل إن أسماء مثل «إطار شمع» و«جين» و«كلنا سوا» في سوريا، باتت معروفة لدى شريحة كبيرة من الجمهور الذي يشكل الشباب أكثر من 40 بالمائة منه، حتى أن مؤسسي هذه الفرق، أخذوا يسوّقون لأنفسهم على أنهم يقدمون «موسيقى بديلة» تعبر عنهم. غير أن هذه الفرق لقيت انتقاداً كبيراً، حيث رأى بعضهم بأنها لا تعدو تجسيدا لأنواع غربية، فيما توقع آخرون فشل التجربة بعد وقت قصير.
سيمون مريش، عازف إيقاع شارك في تأسيس عدد من الفرق الموسيقية الشابة يرى أن ثمة نوعين من الفرق الشابة في سورية، الأول يعتمد النمط الشرقي، فيما يعتمد الثاني النمط الغربي، وغالبية العازفين فيه موسيقيون أعجبوا في إحدى فترات حياتهم بـ «البوب» و«الجاز» و«الروك» وأصبح لديهم ولع بها، و«عندما قرروا أن يقيموا مشروعاً خاصاً، حمل هذا المشروع الأنواع الموسيقية السابقة، لكنها قُدمت بطريقة محلية تنسجم مع البيئة العربية». ويؤكد مريش أن هذا لا يشكل ثورة على النمط السائد، بل هو ثورة على الأنواع الموسيقية السيئة فقط. فالموسيقى الشرقية «في بعض أشكالها موجودة في عُلب الليل، لذلك أصبح هناك نفور منها وممن يقدمها». ويضيف: «هذا الأمر دعا عددا من الشباب إلى تقديم «موسيقى بديلة» تعبّر عنهم، كما أن كلمات الأغاني تنتقد الظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها الشباب، وهذا لا يمكن أن نراه في الموسيقى التجارية الاستهلاكية».
الباحث الاجتماعي طلال مصطفى يرى أن العقد الأخير من القرن العشرين حمل تغيرات كثيرة على المستوى المحلي والعالمي. وبسبب الثورة المعلوماتية أصبح هناك انفتاح على الأنماط الغربية وخاصة في الموسيقى، مشيرا إلى أن وجود الفرق الشابة ذات النمط الغربي يأتي من باب المحاكاة، «بسبب حب التشبّه بالغرب على اعتبار أن الأخير متقدّم علينا». ويضيف: «وجود فرق موسيقية تحاكي الفرق الغربية مسألة طبيعية، وربما لم يُوجد لها المناخ المناسب لتتجذّر، وهي بالتالي قد تبقى ظاهرة طارئة في مرحلة تنطوي على تفكك وتخلخل بسبب المتغيرات التي ذكرتها. أي أن الثقافة الجديدة لم تتبلور بعد، نتيجة التشتت بين التقليدي والمستجد، وبالتالي أعتقد أنها تستطيع الاستمرار والعيش لفترة قصيرة، وقد تتعزّز إن وُجدت أجواء تتقبّلها».
رشا رزق مغنية الأوبرا التي أسست مع زوجها إبراهيم سليماني فرقة «إطار شمع» ترفض اتهام البعض لـ «إطار شمع» وغيرها من الفرق بأنها تقدم نمطا موسيقيا غربياً، وتقول إنه «نمط معاصر»، لأن الموسيقى – برأيها - لا وطن لها. و«هي لغة عالمية، فهناك، على سبيل المثال، عدد كبير من الموسيقيين الألمان يعزفون موسيقى شرقية باحتراف، وأنت لا تستطيع أن تقول لهم لماذا تفعلون ذلك». وتضيف رزق: «نحن نقدم موسيقى ابنة مكانها وزمانها، وهي ستتحول بعد عدة سنوات لتراث. طبعاً أنا لست ضد أن نتعلم تراثنا القديم ونتقنه لكي تكون الموسيقى التي نقدمها ذات جذور أصيلة، ولكن لا يعنيني أن أقدم موسيقى مكتوبة منذ 100 سنة لأنها لا تعبّر عني».
وتتساءل رزق: «هل علينا أن نطلب من الفنانين التشكيليين الذين لديهم شهرة عالمية أن يرسموا زخرفات ومنمنمات إسلامية؟ هم يرسمون فنونا حديثة وينافسون الغرب بذلك، هل هذا يعني أنهم غير عرب؟ طبعا لا، نحن أبناء هذا الزمن ويجب أن لا تكون ثقافتنا متحفيّة. نحن نقدم تراثاً ونتمنى أن يبقى حياً، لكن يجب أن تكون هناك حركة حداثة موازية».
الباحث النفسي الدكتور تيسير حسون يحصر الظاهرة بعدد من الشباب الذين ينتمون في الغالب إلى طبقة اجتماعية ثرية أو «طفيلية» حسب تعبيره، ويرى بأن هذا النوع تجذبه الثقافة الغربية بنمطها الاستهلاكي بسبب حالة الفراغ التي يعاني منها، مشيراً إلى أن حالة الإحساس بالعبث التي يعاني منها الشباب عامة تدفعهم إلى تقليد النماذج الغربية التي يدخلون من خلالها لعوالم غير صحية كتعاطي المخدرات وغيرها، وهي برأيه تجارب غريبة على مجتمعنا. ويضيف: «ليس هناك ثورة في التجارب الموسيقية، هناك مأزق لشباب فاقد الهوية، ويشعر أن هوية الغرب تُعبّئ فراغه. هم يعبرون عن واقع جزء من الشباب المأزوم، وفترة الشباب هي فترة البحث عن الهوية، أو صِياغتها».
وإذا كان البعض يرفض الاعتراف بهذه الظاهرة الموسيقية ويعتبرها مجرد ضجيج يطلقه عدد ضئيل من الشباب المهمّش، تِبعاً للمبدأ القائل «خالف تُعرف»، فإن البعض الآخر يتعجب من تجاهل النجاح الكبير الذي حققته الفرق الموسيقية الشابة في العالم العربي. الأمر الذي دعا الحكومة السورية في العام الماضي إلى تنظيم مهرجان خاص بهذه الفرق تحت عنوان «مهرجان سورية شباب».
باسل رجوب عازف آلة «الترومبيت»، أسس مع الفنانة لينا شماميان مشروعاً موسيقياً لإعادة إحياء التراث، يقول إن المشروع يهدف إلى توثيق التراث الموسيقي بطريقة أكاديمية، وضمن قالب جديد يعتمد على الجاز. يرفض رجوب اعتراض البعض على تقديم الأنواع الموسيقية الغربية، خاصة «الروك» والـ «هيفي ميتال»، لأن موسيقى الروك، موجودة في كل دول العالم ومنتشرة أكثر من الجاز والكلاسيك. ويضيف: «يجب أن يكون في أي بلد توجه نحو هذه الأنواع، لأنه لكل منها جمهوره، ويجب أن لا نصادر رأي الآخرين. والموسيقى في النهاية تفريغ لطاقة عقلية - جسدية وروحية، فالإنسان الذي يتعامل بروحانية مع الموسيقى قد يسمع نمطاً كلاسيكياً أو شرقياً، والذي يريد تفريغ طاقة فكرية قد يسمع الجاز، ولكن يجب على الذي يُحب الطّرب أن يسمع الروك ولا يقول هذه ليست موسيقى».
سيمون مريش يرى بأن علينا قبل أن نرفض أنواعاً موسيقية مثل الروك والـ «هيفي ميتال» أن نتساءل: لماذا هي صاخبة وعدوانية؟ ويجيب «هذا طبيعي لأنها وُجدت في بيئة عدوانية. الـ «هارد روك» مثلا وُجدت في فترة ثورة الهيبيين ضد الاحتلال الأميركي في فيتنام، واستخدم هؤلاء موسيقى عدوانية تُعبّر عن وجهة نظرهم الرافضة للاحتلال.
ويضيف: «أما الـ «هيفي ميتال» فقد واكبت تعاطي المخدرات ووجود أناس لهم طريقة تفكير في الحياة والدين فيها كثير من التطرف، وطرحت مفاهيم - قد نصنفها نحن كمجتمع عربي أنها لاأخلاقية - مثل الحرية الجنسية والتعبير الجنسي. لذلك فوجود الظواهر التي واكبت هذه الموسيقى جعل بعض الناس يكرهونها».
أثيل حمدان، عميد المعهد العالي للموسيقى في سورية يرفض محاولة بعض الشباب الدمج بين الموسيقى العربية والغربية لتقديم موسيقى هجينة لكنها هزيلة وفق تسميات مثل «جاز أو روك عربي»، ورغم اعترافه بوجود فرق عالمية تحترف الروك مثل «سكوربيون» إلا أنه يؤكد أن معظم عازفي الروك هم غير محترفين. ويضيف: «بالنسبة للجاز هو فن جميل وموجود في العالم بكثرة وهناك معاهد متخصصة بتدريسه، أما في ما يتعلق بـ «الميتال»، خاصة الـ «هيفي ميتال» فهو ضجيج غير مفيد وفيه تأثير في الجملة العصبية - وهذا رأيي الشخصي- كما أنه ينتشر في أوساطه مدمنو المخدرات وغيرها، لذلك فهو بعيد عن مجتمعنا. بالمقابل، هناك فرق «راب» بدأت تنتشر، وهي أفضل بكثير من النوع السابق».
يشير حمدان إلى أن المعهد يدرّس فقط الموسيقى الكلاسيكية والجاز لأنهما ما زالا محافظين على شكل أدائي غير تابع للفوضى، مضيفاً أن جميع معاهد الموسيقى في العالم ومنهم أكاديمية بيردلي، أكبر كلية جاز في العالم لا تدرس الروك الذي يعتقد بأنه «مثل بعض الفنون كالـ «بريك دانس» والـ «هيب هوب» ليس للديمومة. وأعتقد بالمقابل أن الموسيقى الكلاسيكية ستستمر، لا بل هي مستمرة منذ قرون».

share