mardi 24 septembre 2013

· الوضع البشري…


إنني محتاج إلى الحياة كلها كي أتعرف إلى وجودينتشه




"من الأفضل أن يخفي الإنسان جهله "   نقر مند البدء أن هذه ا التصور شكل أساس رؤية الإنسان لذاته  لمدة طوية كرغبة خفية في عدم ولوج عالم الإنسان الخفي واستكشاف عوالمه العميقة  فغالبية الناس لا تريد معرفة ذاتها  وهنا تكمن مأساة الإنسان ما دام معتاد على نسيان وجوده . كما انه معتاد على عدم الرغبة في التفكير فيه ، لدا لقد كانت لحظة سقراط لحظة خاصة ،شكلت انعطافة في تاريخ الفلسفة من حيث دعوته إلى تغيير مسار التفكير الإنسانيجعل الفلسفة فكرا وتفكيرا في الإنسان (دراسة البشر أسمى من دراسة الحجر)
لذا ثمة هنالك حاجة إلى استعادة الانشغال السقراطي من اجل مساءلة الوضع البشري مساءلة فلسفية وذلك لفهم طبيعة الوجود الإنساني كوجود متعدد الأبعاد ...فالإنسان يملك وجود ا نفسيا بيولوجيا،اجتماعيا و تاريخيا ... فمقاربة الوضع البشري و مباشرته كتساؤل فلسفي متوتر لا ينبغي أن يكون بالتعريف ما دام كل تعريف هو إغلاق للموضوع و إنهاء له. بقدر ما نطمح إلى مقاربة تأويلية تقدم تصورا يحترم خصوصية موضوعة ُالوضع البشري ُ كموضوعة تحمل تعقيدا خاصا فكل محاولة لحصر تعريف نهائي يدعي صبغة الشمولية و الإطلاق هي محاولة تقودنا إلى الاختزال. و التنميط يقودنا حتما إلى ممارسة نوع من العنف الرمزي و إقامة سرير يشبه سرير بروكست *
من داخل هذه الرغبة ، الرغبة في فهم هادئ يستدعي الحذر والتريث وممارسة نوع من الإنصات والاستجابة لنداء هذا الموضوع والانفتاح على عوالمه الخفية نورد هذا السؤال التأسيسي :
ما هو الشخص؟ ماهيته، قيمته ،ووجوده بين الضرورة والحرية؟
لمناولة هذا الموضوع سيتم  اعتماد مسارا تدرجيا من دلالات المفهوم  إلى إشكالاته ،من تم الانفتاح و استدعاء التصورات الفلسفية المؤطرة للطرح الإشكالي.


1     تقديم المفهوم:"الشخص
ما الشخص تساؤل حول الماهية و طبيعة الشخص ،الجواب يقتضي منا أن نتوقف في البداية عند دلالات المفهوم الاجتماعية و اللغوية.
-الدلالة الاجتماعية: يلاحظ في الخطاب اليومي حضورا لشخصية بدل الشخص وهو مايعني الاهتمام بالظاهر بدل الجانب الماهوي و الخفي و التركيز على قيمة الشخص الخارجية ووضعه الاعتباري للشخص بدل الحديث عن ماهيته.
-الدلالة اللغوية: يحيل لفظ شخص وفق قاموس المحيط لما يلي :شخص : بدن وضخم والشخص الجسيم والسيد والمشاخص المختلف والمتفاوت أما في قاموس لسان العرب الشخص سواد الإنسان وغيره, تراه من بعيد والشخص كل جسم له ارتفاع وظهور. والمراد به هو اتبات الذات فالشخيص هو العظيم .
الدلالة اللغوية تتقاطع مع الدلالة الاجتماعية من حيث الاهتمام و التركيز على بعدا لظهور و البروز وإعطاء الأسبقية للبعد العياني الخارجي, كمعيار لتحديد طبيعة الشخص أما الدلالة اللاتينية
فالشخص  personne  مأخوذ من الكلمة اللاتينية Persona وتعني القناع الذي يرتديه الممثل لأداء دور مسرحي حتى تتلاءم ملامح وجهه مع طبيعة الدور المسنود إليه القناع يحيل إلى إخفاء الوجه الحقيقي للشخصية و هو ما يحيلنا إلى طرح التساؤل هل الشخصية إخفاء لماهية الشخص ؟
هل يمكن الحديث عن غياب الشخص ونفيه الحديث عن الشخصية ؟أم إن الشخصية إثبات للشخص مادام الفهم اللغوي و الاجتماعي يربط حضور الشخص بمكانته وقيمته الاجتماعية هذا المدلول القيمي للشخصية في الفهمين اللغوي و الاجتماعي يطرح أكثر من أشكال هل غياب المكانة يعني غياب الشخص
الدلالة الفلسفية
-كانط : "إن الشخص هو الذات التي يمكن أن تنسب إليها مسئولية أفعالها و الشخصية الأخلاقية ليست شيئا آخر غير حرية كائن عاقل في حدود (ما تسمح به )القوانين الأخلاقية في حين اعتبر ديكارت أن الشخص هو الكائن الذي جوهره هو التفكير "ماهية الفرد الفكر بما هو جوهر "
عموما يتأسس الحقل الدلالي للشخص باعتباره ذاتها تعي وجودها بشكل شفاف و يقيني أي كذات تملك وعيا أخلاقيا (كانط) لذلك يمكن القول إن المقاربة الفلسفية تنظر إلى الشخص من زاوية ماهوية تركز على الجوهر أي الجانب الثابت في الشخص .
مساءلة مفهوم الشخص فلسفيا تطرح أكثر من إحراج ما دامت الدلالة الاجتماعية و اللغوية  تقدم تصورا غامضا و ملتبسا مما يستدعي المعالجة الإشكالية المؤطرة لطبيعة و أبعاد الشخص كتيمة تحمل في طياتها تعقيدا خاصا



   المجال الإشكالي الأول :الشخص والهوية   

الإشكال: هل تقوم رؤية الشخص على الوحدة و التطابق أم على التعدد و التغير؟

التعرف إلى الذات مثل التعرف إلى الحقيقة مهمة شاقة ما دام شخص الانسان معتاد على نسيان وجوده أو على الأقل عدم التفكير فيه فهو معتاد على ارتداء القناع كرغبة لإخفاء الوجه الحقيقي نستحضر هنا تعبير احسان عبد القدوس "انا لا اكذب ولكنني فقط أتجمل" حين يصبح الكذب وإخفاء الحقيقة و ارتداء القناع كفعل للتجمل و تلميع الصورة اجتماعيا ضرورة اجتماعية حينما نتحدث لغة المساحيق حتما نكون في سيرك كبير تحضر المظاهر وتغيب الحقيقة في هذه الوضعية نكون ملزمون باستحضار السؤال :ما هي ماهية وطبيعة الشخص ؟ تاطيرا لهذا الاشكال ثمة مسارات مختلفة ومقاربات متقابلة :
*التصور الماهوي : للشخص هوية ثابتة وجوهرا مسئولا عن كل التصرفات فوراء تعدد السلوك جوهرا قارا .فادراك ماهية الشخص يتم عبر إدراكه لما هو تابت وقار خلف التعدد السلوكي هناك شيئا تابتا هو المسئول والمحدد لهذا التعدد والتغير في السلوك والمواقف فوراء التعدد وحدة .فالانسان يبقى انسانا مهما تغيرت مظاهر سلوكه ما دام يتحرك وفق جوهر تابت لا يتغير .لان المتغير لا يتغير الا ضمن الثابت .
يؤكد ابن سينا ان جوهر الشخص هو النفس الناطقة تذكر أيها العاقل في انك اليوم في نفسك هو الذي كان موجودا في جميع عمرك فانت إذن تابت مستقر
اماديكارت فقد اعتبر ان ماهية الانسان تكمن في ذاته المفكرة "le je pensant " هذا التابت الجوهر الوحيد الذي لا يطاله التغير ولا التبدل والذي يصمد امام تجربة الشك فطبيعة الشخص تكمن في امتلاكه جوهرا /النفس تمتاز بخاصية التفكير " قد استطيع ان افترض أني غير موجود بل العكس ينتج قطعا من شكي في حقيقة الأشياء فقد عرفت أني جوهر ذاته وطبيعته التفكير لا يحتاج في وجوده لمكان ولا يخضع في وجوده لشيء مادي .وفق تصور ديكارت الماهوي للشخص يصبح الفكر هو الصفة التي تخص الانسان وفق مبدأ الكوجيطو انا أفكر إذن انا موجود هكذا يثبت ديكارت ان الفكر شرط الوجود حضوره يعني حضور الوجود و غيابه يعني غياب الوجود .فالشخص ليس سوى شئ مفكر يفهم , يتصور , يثبت ,ينفي ,يتخيل.
ديكارت في تحديده لطبيعة الذات الإنسانية يستعيد التصور الماهوي حول طبيعة الانسان و حقيقته .يستند هذا التصور إلى ان الشخص يملك جوهرا يحدد حقيقته ووجوده إذا ينظر إليه ككائن عاقل يعي ذاته ووجوده وعيا ذاتيا هو خطاب قائم على مركزية الذات العاقلة و حضور الأنا المفكر في مواجهة العالم كموضوع بهذا تصبح الذات كجوهر تابت له كيانه الماهوي الذي يوجد وراء التنوع و التعدد السلوكي (وراء التعدد وحدة وجوهر ) هذه الذات هي مقياس كل شئ  ديكارت وهي مانحة المعاني هوسرل , الانا المفكر هي المركز الباطن للشخصية في كل دوافعها و أحاسيسها و ميولاتها (الشخصانية )
من داخل هذه الرؤية حيث النظر الى كينونة الانسان كمطابقة لما جوهر جوهري فيه حيث يتم التاطير لماهية الانسان وفق رؤية منطقية ثنائية القيم (الاحتكام الى منطق منطق ارسطي و خاصة مبدا الهوية حيث A=A لا مجال لتناقض او التضاد فكل انسان يحمل وحدة في ذاته, الجوهر هو ضامن كل شئ كان فوضويا الى ان جاء العقل فخلق النظام "
فدراسة الشخص كماهية تابتة وفق منطق التطابق و التجانس كما أكده فلاسفة الوعي والحضور يعني الانشطار الى داخل الذات الإنسانية كذات منشطرة الى قسمين متناقضين جسد / روح .خير/شر رذيلة /فضيلة  وشرط تحقيق إنسانية الانسان يرتبط بالتخلص من حمق الجسد افلاطون او عدم الثقة فيه ديكارت , هذا الانشطار ينبغي ان يغلب فيه العقل على الجسد ما دام الجسد مصدر عمى و العقل نور فطري يقود نحو الحقيقة فالشخص الحقيقي هو الشخص العاقل اما غير العاقل فهو مغاير للذات العاقلة
على خلاف فلاسفة العقل الذين رسخوا النظر الى الانسان كماهية جوهرها التفكير /العقل الخالص بالاحتكام الى منطق التطابق ثمة رؤية اختلافيه تنظر الى الانسان كذات متشضية يحكمها الاختلاف حيت تصبح هوية الفرد هي اللاهوتية أي التعدد "فانت لست انت "ان حقية الشخص لا ترتبط بالحضور او الوعي بل بالغياب هيدجر واللاوعي فرويد ما دامت الحقيقة يحلو لها الاختباء فهي دائما متوارية لذلك ثمة هنالك رؤية ترفض منطق الهوية و التطابق والثماثل لتحديد طبيعة الشخص مادام هذا المنطق يؤدي الى المذهبية ومصادرة الاختلاف وبالتالي بلورة رؤية جديدة تستند الى منطق متعدد القيم يربط حقيقة الشخص بالتعدد و الاختلاف و الانفتاح على المستقبل باعتباره مجموعة إمكانات (هيدجر سارتر) وفي هذا الإطار يمكن استحضار التحليل الفر ويدي نموذجا هته الرؤية المغايرة هوية الفرد هوية متعددة تعتبر أعمال فرويد من المحاولات الأساسية (صدمة ثالثة التوسير ) لبناء تصور كوبرنيكي جديد حيث اعتبر كل ما هو حقيقي لا يقع ضمن دائرة وعينا و حيث حقيقة الذات تسكن اللاشعور عموما يمكن تحديد الخطوط العريضة لتصور فرويد في:
1        اعتبر السنوات الأولى من حية الفرد حاسمة في بناء شخصيته (الطفل أبو الرجل )
2        المحرك الأساسي لسلوك الفرد يتمثل في مبدا اللذة و تجنب الألم من خلال إقامة توازن ديناميكي بين مبدا اللذة والواقع والأخلاق
3        افتراض قوة اللاشعور بشقيه البيولوجي (الغرائز) و المكتسب (المكبوتات) كقوة محركة ومؤثرة في سلوك الشخص
4        وجود علاقة مباشرة بين طبيعة الشخص و تاريخه
5        العلاقة بين طبيعة الشخصية و خصوصية مراحل النمو
عموما ينظر فرويد ينظر الى الشخص كذات تملك بناء نفسي دينا مي بين ثلاث مكونات نفسية ­( الهو الانا الانا الأعلى) حيث يكون الانا مركز الشخصية هدفه هو إنتاج او خلق توازن و التوفيق بين المطالب المتناقضة: الغريزية البيولوجية الواقعية الأخلاقية في حالة الفشل تلجا الذات للأساليب الدفاعية.
المجال الإشكالي الثاني: الشخص بوصفه قيمة
الاشكال: هل تكمن قيمة الشخص في كونه غاية أم مجرد وسيلة؟
ينظر الى الانسان كظاهرة من ظواهر الطبيعة يمتلك وفق هذا الوجود قيمة مبتذلة باعتباره منتوجا من منتوجات الأرض حسب كانط لذا يركز على الوجود المتعالي للإنسان/تجاوز ماهو طبيعي. الانا المتعالي في المفهوم الكانطي يعني النظر الى الانسان كذات تحمل في ذاتها وعيا أخلاقيا عمليا يتجاوز حدود الدرج الحيواني و غير قابل للتسعير ما دام كائنا يمتلك كرامة (التصرف وفق منطق انك غاية وليس مجرد وسيلة ) ان الانسان يمتلك في جوهره لعقل عملي اخلاقي يشرع بواسطته القانون الأخلاقي المجرد عن كل مصلحة او نفع فأفعال الانسان لا ترتبط بمصلحة و إنما ترتبط بالفضيلة (الخير الأسمى) فالذات الإنسانية هي ذات حرة قادرة على التشريع فالشخص كل ذات تمتلك بعض التبصر الأخلاقي و التي تستطيع ان تتحكم في غرائزها وتحمل مسئولية أفعالها .هكذا يصبح الشخص كذات تمتلك وعيا أخلاقيا متحررة من اكراهات الطبيعة واملاءات الجسد و تمتلك شيئا ثمينا لا تملكه باقي منتوجات الأرض انه مبدا الكرامة الذي يعني عامل نفسك كغاية وليس كوسيلة .
ان سلوك الانسان اما ان توجهه الغرائز كإرادة سيئة ينتج عن هذا التوجيه فعلا شريرا بهذا يصبح الانسان عبدا لغرائزه , اما تحقيق الحرية هو ان يكون الشخص موجه بإرادة خيرة لذلك فالتعامل مع الانسان كذات لعقل اخلاقي يجعله يتجاوز كل سعر فهو غاية في ذاته و هو ما يعني امتلاكه لمبدأ الكرامة كقيمة داخلية مطلقة لا ترتبط بالمظهر الخارجي ان امتلاك مبدا الكرامة يرغم باقي الكائنات على احترامه بقدر ما يجب عليه احترام نفسه. فالانسان جوهره الأخلاق الشيء الذي يضمن له وجودا متعاليا .

و يؤكد راولز الى ان قيمة الفرد تتحدد باعتباره عضو اجتماعي يمتلك كفاءة عقلية أخلاقية تسمح بتطبيقه لفكرة التعاون الاجتماعي عن طريق امتلاك حس العدالة والخير للجميع بحيث يكون الشخص تجسيدا فعليا لفكرة المواطن المتعاون والمنفتح على الجميع وهي نفس الفكرة التي روج لها جورج غوسدورف ان قيمة الشخص لا تتحدد في مجال وجوده الفردي الذاتي المنغلق ولكن من خلال أشكال التضامن بين الناس فالغنى الحقيقي في نظره يكمن في البذل والعطاء ان الفرد يوجد وجودا كاملا بقدر ما يشارك الآخرين مشاركة ايجابية.

على خلاف التصور القيمي ثمة تصورا مغايرا يؤسس لرؤية نفعية للإنسان التصور الوظيفي الاداتي بحيث ينظر الى الشخص كبناء تجريدي و نموذجا تفسيريا نظريا ينتجه العالم من اجل تفسير سلوك الفرد و استنباط القوانين المتحكمة في هذا السلوك بغية توجيهه و التحكم فيه( المعرفة سلطة) هذه الرؤية الوظيفية للإنسان تتمركز حول عقل أداتي باعتباره منطق في التفكير و أسلوب في رؤية العالم داخل النظام الرأسمالي حيث العلاقات الاجتماعية منظمة و حيث النظر الى علاقات الأشخاص كأنها علاقات بين أشياء  ليصبح بذلك الأشخاص أدوات داخل هذا العالم نستطيع بواسطتها تحقيق غاياتنا فهو مجرد آلة حية .فدراسة الانسان ليس من اجل تحقيق السعادة له ولكن ندرس لكي نضبط نتحدث هنا عن صناعة انسان بمقاسات معينة واطسون.
 

                

         
المجال الإشكالي الثالث: الشخص بين الحرية والضرورة.

الاشكال: هل الشخص ذات حرة أم كيان خاضع لمجموع حتميات و اشتراطات؟

تاطيرا  للإشكال نستحضر رواية jack le fataliste  *  فالإشكال يتحدد وفق التساؤل حول القوة المتحكمة والموجهة للسلوك الإنساني : قوة ذاتية أم خارجية. هل الانسان حر ذاته أم خاضع لضرورة ؟

1           الانسان كائن مشروط و خاضع لسلسلة حتميات بيولوجية , نفسية اجتماعية اقتصادية .
أكدت العلوم الإنسانية ان الانسان محكوم بسلسلة حتميات تحدد وتتحكم في سلوكه .بيولوجية الانسان مثلا فهو لا يختار جنسه و لا لونه ولا ذكاءه كما ان السلوك الإنساني محكوم بدافع او بمعطى بيولوجي فلا يمكن تجاهل إلحاح الحاجة الغريزية بكل تفرعاتها فقط يمكن التحكم في أشكال إشباعها ما دام كبتها يؤدي الى قلق نفسي /موت /مرض  نفسي , عصاب دون نسيان عامل الوراثة .
 على المستوى النفسي أكد فرويد ان الانسان لم يعد سيد نفسه من حيث فعله ,اختياراته, أفراحه كلها تتحدد لا شعوريا , اللاشعور هو الذي ينتج الشعور او الوعي هذه الرؤية الحتمية تأكدت مع نتائج التحليل النفسي يؤكد لاكان في مزحته الشهيرة و قلبا للكوجيطو الديكارتي "أفكر حيث لا اوجد و لا اوجد حيث لا أفكر ".
أيضا الانسان خاضع لحتمية اجتماعية تؤكد سيمون ديبوفوا ر إننا لا نولد بشرا و إنما نصبح كذلك وال واقعة تدخلنا الى عالم الإنسانية اسمنا الذي لا نختاره  فلا الاسم ولا اللغة ولا العادات من اختيارنا إنها بفعل تنشئة اجتماعية فالانسان يولد كائنا فزيولوجيا ثم يصبح كائنا اجتماعيا عن طريق ربطه بمجتمع عبر مسارات و قنوات مختلفة عن طريق التنشئة الاجتماعية كما أكد ذلك رالف لنتون او التربية دوركهايم او الحزام القيمي بار سون او حتمية اقتصادية ماركس .
2           الانسان ذات حرة:
على خلاف هذه الرؤية السالبة للحرية وان كانت اقرب الى الواقعية ثمة رؤية تحاول ان تعيد للإنسان حريته نتوقف عند نموذجي سارتر و مونيي.
تبرز الوجودية كاتجاه فلسفي يدافع عن الحرية كشرط و ماهية للإنسان حيث التأكيد على عدم خضوع الانسان لأي اشراط فالانسان كائن حر محكوم عليه ان يكون حرا وتتحد الرؤية الوجودية للانسان عند سارتر وفق التصورات الآتية : الوجود يسبق الماهية فهو يوجد أولا تم يحاول ان يصنع هو من نفسه على النحو الذي هو يريد .فالانسان صانع نفسه كمشروع بالتالي لا يمكن إعطاء تعريف نهائي للانسان ما دام كائنا منفتحا على أكثر من إمكان فالخطوة الأولى للوجودية انها تضع الانسان امام ذاته امام كينونته , تحمله مسئولية وجوده ما عساه يفعل بذاته , لا وجد لماهية مطلقة ما دام الانسان مشروعا بذلك تحمله تبعات فعله و تضعه امام مسئولية وجوده الكلي فهو مسئول عن ذاته أولا تم عن الاخرين قطعا يختار الانسان ذاته , يختار الاخرين .الوجودية هي فلسفة ذات تنطلق من الوجود الأصيل للذات  هته الذات تحمل معنين الذات الفردية كمشروع تختار ذاتها بذاتها ولا يتحقق هذا المشروع الا في المستقبل اختيار الذات اختيار للآخرين.
فحرية الانسان في التصور الوجودي ترتبط بامتلاكه مشروعا لان الانسان ككائن يتجاوز الوضعية الحالية التي يوجد عليها عن طريق الارتماءة او القفزة او التعالي مما يعني ان تحقيق الذات كمشروع يعني إعادة إنتاج دائم للذات فالوجود الحقيقي ليس وجودا تابتا ماهويا مغلقا بقدر ما هو وجود ما لايوجد الان ميز سارتر بين نمطين في الوجود وجود في ذاته وهو الوجود الغير الواعي وجود الأشياء ووجود العالم ,أي الموجودات التي لا تملك إمكانية الانتقال . والوجود لذاته وهو الوجود الأصيل الذي عن طريق الوثبة و الانتقال و الاندفاع نحو مجال الإمكانات المستقبلية هو ما ينتج لنا فعل الحرية لذلك لا يمكن فهم معنى سلوك ما الا في إطار مستقبلي يصبح المستقبل هو الزمن الانطولوجيا الذي يسمح بتحقق الإمكانات وتحقيق المشروع .
ويرى ايمانويل مونيي ان حرية الانسان هي حرية شخص فهي حرية مشروطة بالوضع الواقعي للانسان الا ان هذا الوضع المشروط لا يعني الخضوع للضرورة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

share